يحمل فيلم Assassin’s Creed، أول فيلم مبني على سلسلة الألعاب الشهيرة لشركة Ubisoft، توقعات كبيرة من المعجبين، ويتعاون المخرج Justin Kurzel مرة أخرى مع نجوم مشروعه الأخير Macbeth الذي صدر عام 20155، للعمل على هذا المشروع ذو الأهمية الكبيرة، على الرغم من أنه في جوهره عبارة عن سعي وراء تفاحة سحرية عبر واقع افتراضي متطور. وبالرغم من أنه يتميز بمشاهد آكشن رائعة وطاقم ممثلين مذهل يقدم أفضل ما لديه، إلا أن افتقار الفيلم إلى أية خفة كانت، تؤدي إلى تقديم تجربة خالية من الحيوية تهدر كافة إمكاناته.
يبدأ الفيلم بشكل واعد مع بعض الخلفيات التاريخية الموجزة التي تشرح جهود فرسان المعبد المستمرة الشائنة لاستعادة The Apple of Eden وجهود الأساسنز المستمرة لإيقافهم. نلتقي بشخصية Callum Lynch في الثمانينيات، وهو بطلنا الذي يصاب عالمه بالفوضى بعدما يلتقي بسلفه الأساسنز. إنها مقدمة سريعة ومتينة تتمكن من تلخيص خلفية السلسلة المشهورة لشركة Ubisoft.
كل شيء ممتاز حتى الآن، مع تقدمنا بسرعة إلى وقتنا الحاضر، حيث نلتقي بشخصية Callum أكبر سناً (يلعب دوره Michael Fassbender)، ونراه عالقاً الآن بين الجدران الإسمنتية الباردة لمؤسسة Abstergo الغامضة من قبل Sophia Rikkin (تلعب دورها Marion Cottilard) ووالدها Allan (يلعب دوره Jeremy Irons). وباستخدام تكنولوجيا واقع افتراضي متطورة جداً تدعى الـ Animus، وهي مألوفة لمحبي السلسلة، يريد الثنائي دخول ذكريات Aguilar de Nerha، سلف Callum قبل 500 عام، والذي يمكن أن يقودهم إلى موقع التفاحة الأسطورية عبر مغامراته خلال زمن محاكم التفتيش الإسبانية. هذا هراء بالطبع، لكنه هراء يتم تقديمه بشكل جدي ومقنع للغاية من قبل Fassbender و Cottilard الملتزمان كليهما بشكل كبير بدوريهما.
لكن على اعتبار أنه قد تم تقديم شخصيتيهما بشكل ضعيف، فإنهما يبذلان جهوداً تكاد تكون عسيرة. حيث أن شخصية Callum حادة وهو دائم الغضب ويعلق أحياناً داخل حلقة “أنا أفقد عقلي” الدرامية المفرغة. وعلى الرغم من أن Fassbender يحافظ على منطقية الشخصية، لكن حتى هو لا يستطيع أن يسيطر على الجنون المتعمد عندما يقرر Callum أن يفقد السيطرة على نفسه ويبدأ بالغناء بأعلى صوته.
على اعتبار أنها عالمة ذات نوايا حسنة على ما يبدو وتعمل ضمن شركة غامضة من الناحية الأخلاقية، نجد أن لدى Cottilard المزيد لتعمل عليه بحماس. هي و Irons الغامض الوحيدان اللذان يملكان علاقة مثيرة للاهتمام في فيلم Assassin’s Creed، حيث تكون العلاقة المتباينة بينهما بمثابة التغيير عن طريقة تعاملها الجافة مع Callum الذي يتقبل بارتباك ما يحدث له من دون طرح أسئلة تذكر. وبالتي فإنه لمن المؤسف أن المنطق وراء سعيها الجدي لـ “علاج العنف” عن طريق قوة التفاحة يتم شرحه بعجالة وبالتالي لا تشعر بأهميته بما يكفي لتشعر بمصداقيته.
وفي أماكن أخرى ضمن المنشأة، نجد Michael Kenneth Williams و Callum Turner ومجموعة من الشخصيات الأخرى التي لم يتم استغلالها بما يكفي هم عبارة عن مواضيع اختبار ليس لديهم شيء يقومون به، في حين تلعب Charlotte Rampling دوراً جدياً بشخصية المسؤولة عن Allan Rikkin، والتي تشعر بأن دورها ضعيف بسبب الفترة القليلة جداً التي تظهر بها على الشاشة.
قد لا يكون تطوير الشخصيات أحد نقاط القوة في Assassins Creed، لكن Kurzel قام بعمل مذهل في نقل الآكشن العامودي الذي تشتهر به الألعاب بطريقة ذكية ورائعة إلى الشاشة الكبيرة. حيث استبدل بذكاء كرسي Animus من اللعبة بذراع آلية أكثر ديناميكية بكثير، ما يسمح لـ Fassbender أداء حركات جمبازية مذهلة في الهواء عندما يكون في عالم الواقع الافتراضي، فيعكس ويندمج بالآكشن الذي نراه في إسبانيا القرن الـ 14.
أكبر نقطة قوة يمتاز بها فيلم Assassin’s Creed هو مشاهد محاكم التفتيش الإسبانية. على الرغم من أن Aguilar (يلعب دوره Fassbender أيضاً) يتكلم بشكل أقل من Callum حتى، لكن هذا لا يهم حقاً عندما تشاهده وهو يقفز بين أسطح المنازل الإسبانية المتربة ويجري فوق الحبال المعلقة ويحلق هبوطاً من أبراج الكنيسة. لقد تم تصوير هذه المشاهد بطريقة تخطف الأنفاس والتي تشعر بأنها مأخوذة مباشرة من سلسلة اللعبة.
كما وتستمتع الشخصيات هنا بالمزيد من المرح أيضاً، فعلى الرغم من أنه قد تم تصويرها بسرعة، إلا أن الأساسن Maria (تلعب دورها Ariane Labed) تمتلك عزيمة فولاذية وتؤدي حركات مذهلة برشاقة النمر ما يجعلها الشريك المثالي في الجريمة لـ Aguilar، وينجح Javier Gutierrez بأداء دور الشرير بصفته زعيم محاكم التفتيش Tomas de Torquemada.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق